
خلال استقباله السيد الحكيم .. الشيخ الخزعلي يدعو لإستثمار أجواء رمضان لتحقي التواصل بين الجماهير والقوى السياسية
مارس 26, 2023
المستشار / خاص
عندما نتحدَّث عن الأحبَّة الشهداء، يتكسَّر الوقت فوق رؤوسنا، وينخلع القلب وتهتز شرفات الروح، وتهطل كلَّ شرايين الأبديَّة نازفة وهي تضجُّ بالبهاء.. لأنَّهم أثبتوا بتضحياتهم العظيمة، بأنَّ أبطال المقاومة الإسلاميَّة لا يُمكن أن يكونوا سلعة في أسواق الدنيا وبهرجها، وأثبتوا أنَّهم السبّاقون للبذل والعطاء والسخاء، ليمنحوا غيرهم الحريَّة، ويرفعوا عنهم أغلال الاحتلال والتجهيل والخضوع والخنوع، التي كانت تقيِّدهم، ولعلها ما زالت؟!
إنَّ الحديث عن الأحبَّة الشهداء يكون مختلفاً تماماً، لأننا نتحدَّث في سيرة أناس من طرازٍ خاص، يختلفون (في سجاياهم وحكاياتهم وخباياهم) عن الغير، ومازالت ذكراهم متربِّعة فوق عروش الأرواح والقلوب.. والحديث عن أبطال المقاومة الإسلاميَّة حديث له طعم ومذاق خاص، يجرُّنا للدخول في عوالمهم الغربية العجيبة، التي أشبه ما تكون بالأساطير التي سمعناها وقرأناها، لكنها كانت الحقيقة الثابتة التي سطَّروها، وهم يذودون عن الدِّين والمقدَّسات وعن تراب بلد الأنبياء والأولياء، تاركين الدنيا – كلَّ الدنيا- ببهرجها وزينتها خلف ظهورهم.
علينا أن نتذكَّر تلك القصص الرائعة لأبناء السيِّد الشهيد محمَّد محمَّد صادق الصدر (قُدِّس سرُّه)، والتي لا يمكننا المرور عليها مرور الكرام، لأنَّها المادّة الحيَّة لديمومتنا وبقائنا. فكيف ننسى من ترك عروسه بعد زفافه بيومين ليلتحق بإخوته المجاهدين؟ أم كيف ننسى من باع (جنبره) وغرفة أخشابه ليشتري بثمنهما ما يصفع به وجه الطائرات الأمريكيَّة؟
إنَّ الدماء الزكيَّة التي أهريقت من الأحبَّة الشهداء أبطال المقاومة، تُجبرنا على أن نبقى رابضين في صلاتنا خلف الولي الذي لا يموت أبداً، وتجبرنا أيضاً على عقد العزم أكثر في ممارسة خدمة الناس وخلاصهم من كلِّ قيد أو ظلم.
علينا أن نقف مليّاً عند الغايات النبيلة التي من أجلها قدَّم الأبطال مُهجهم، ولا ننسى بأنَّ أحبَّتنا الأبطال قد كتبوا لنا عهد الخلاص والحريَّة بمداد أرواحهم، وهذا ما يُحتمُّ علينا أن نكون أوفياء ونحن نتعاطى مع مختلف القضايا المصيريَّة، بل وحتى في جميع سلوكيّاتنا. كما علينا إدراك أنَّ الأبطال قدَّموا تلك التضحيات الكبيرة من أجل الحفاظ علينا وعلى كلِّ المنجزات والمكتسبات التي تحقَّقت، وبالتالي نحن ملزمون (على المستوى الشرعيّ والوطنيّ والأخلاقيّ) بالحفاظ على ذلك العطاء الكبير.