بسم الله الرحمن الرحيم
ونحن نعيش الذكرى الخامسة لخروج الاحتلال الأمريكي من أرض العراق يطيب لنا أنْ نتقدم بأحرّ التهاني والتبريكات إلى شعب الانتصارات والبطولات ، الشعب العراقي الصابر المجاهد الذي علّم الانسانية جمعاء دروسا في البسالة والشجاعة بعد أنْ سطّر أروع صور الإقدام والتفاني لإعلاء كلمة الحق ، والحفاظ على الأرض والعرض . وقد علم الجميع أنّ الحياة تهون ، والدماء ترخص من أجل أنْ يحيا الانسان بعزة وشموخ . وتبقى الأوطان حرة أبية لا يدنسها محتل غاشم مهما كانت قوته أو جبروته . فالعراق شعب آمن بأنّ إرادة الشعوب أقوى من الطغاة .
وفي الوقت الذي نستذكر فيه هذه المناسبة الخالدة ، وتلك الصفحة البيضاء المشرفة من تأريخ العراق ، نجد من الضروري بمكان أنْ نعرج على من كان لهم قصب السبق ، والقدح المعلى ، والدور الأبرز في هذا الحدث العظيم . ألا وهم فصائل المقاومة الإسلاميّة الذين قارعوا المحتل بكل ما أوتوا من قوة ، لم تنثن سواعدهم ، ولم تنحسر همتهم ، بل كانوا سيوفاً بتارة ، يقاتلون بشجاعة وعقيدة أبهرت العدو قبل الصديق .
وتلك الوقفة المشرفة التي وقفتها فصائل المقاومة الإسلاميّة التي رسمت واقع العراق الحقيقي الذي لا يرضى بالذل والهوان ، ولا يبات على ضيم ، فكانت تلك الوقفة ظهيراً سانداً للعمل السياسي ؛ لأّنه جعل المفاوض العراقي يتحدث من موقع قوة ، لا يبدو عليه ضعف . علاوة على أنّها كانت وسيلة ضغط على المحتل الذي كان يروم الفرار من مأزق وضع فيه لم يكن قد أجاد تقديره ، ولم يعد له العدة الحقيقية .
ومن قبل كانت مقارعة المحتل من قبل فصائل المقاومة الإسلاميّة سبباً في كشف الوجه الحقيقي لدول الاستكبار العالمي ، وفضح مشروعهم الحقيقي الذي يروم استعباد البلدان ، وفرض سيطرتهم عليها ، والانتفاع من خيراتها ، فضلاً عن دور تلك الدول في تأجيج ثقافة الاحتراب والاقتتال ، والتناحر بين أبناء الشعوب التي تخضع لسيطرتها .
ومن الضروري بمكان أن نبيّن أنّ ذكرى هذه المناسبة ، ووقعها على قلوب العراقيين ، والفرح الذي يرافق استذكراها يفصح عن جذوة الرفض الشعبي التي لم تنطفئ منذ اللحظات الأولى التي دنس فيها الاحتلال أرض عراقنا الحبيب . فجاء الرفض لهذا الاحتلال بصور متعددة ، وبذل لأجل التخلص منه الغالي والنفيس حتى تحقق حلم الانتصار ، وأُخرج المحتل من دون أنْ يترك له أثراً . من دون أن يبني له قاعدة في العراق وهذا إنْ دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ رفض بقاء المحتل أمر اتفق عليه كل العراقيين .
فلابد لنا ونحن نستذكر نشوة الانتصار في هذه الأيام أن يكون هذا الاستذكار حافزاً للعراقيين من أجل السعي نحو التكاتف والتلاحم للوصول إلى وحدة العراق وانتشاله من واقعه ، والتقدم به نحو الرقي والازدهار ، وتحريره من كل من يريد به سوءاً ، ليكتسي بجلباب العزة والكرامة والفخر .
لابدّ أنْ يكون في أولويات العراقيين استرجاع ، موقع العراق الإقليمي والدولي وأنْ يكون منطلقاً لنشر ثقافة السلام حتى تعم على البلدان المجاورة .
حفظ الله العراق ، وسلّم العراقيين ، النصر لأبطال المقاومة الإسلاميّة ، والرحمة والخلود لشهدائهم ، والسلام عليكم ورحمة الله .
حركة عصائب أهل الحق
31/12/2016